يتساءل كثيرون عن اجراءات توزيع الميراث في السعودية، لكن الفهم الصحيح لهذه الإجراءات قد يكون متعبًا للبعض. فعلم المواريث هو نظام منضبط يحكمه الله، وقد وضع الله تعالى قواعد الميراث في النظام الإسلامي لحكمة لا يمكن تجاوزها.
لا جدال في من يستحق الميراث وكيفية تقسيمه، فتوزيع الله هو توزيع عادل لا يترك مجالًا للشك فيه.
على الرغم من أهمية معرفة قوانين الميراث التي تعتبر جزءًا من الشريعة الإسلامية والتزام كل مسلم بها، إلا أنه ليس شرطًا على الجميع أن يكونوا ملمين بها، فقد يكفي أن يتعلمها البعض.
يجب أن يكون الفهم الصحيح لقواعد الميراث أساسيًا، ويمكن توضيحها وتفسيرها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
لذلك، سنركز اليوم على شرح إجراءات توزيع الورث في السعودية، لتتمكن من الإلمام بالأصول المتعلقة بها والتي يتوجب عليك، كقارئ، أن تعرفها.
أولاً: تعرف على علم الميراث (علم الفرائض) في أحكام الشريعة الإسلامية
تطرَّقت الشريعة الإسلامية إلى جميع جوانب حياتنا، بما في ذلك الميراث الوراثي، حيث يتم تقسيمه بالتساوي بين الورثة استنادًا إلى درجاتهم ووفقًا لتوجيهات وتخصيصات محددة في القرآن الكريم.
هذا التقسيم يضمن عدم انتهاك حقوق أحد، إذ جعل الله تعالى القسمة العادلة محوراً لأحكام الميراث.
ويتناول القرآن الكريم جزءًا صغيرًا فقط من تفاصيل هذه الأحكام، فمن خلال فهم الفرائض، وهي الحصص التي فرضها الله وقدرها، يمكننا فهم أحكام الميراث بشكل أوسع.
في الفقه الإسلامي، يُفهم الميراث بموجب العلم، حيث يُعرف الميراث تقنياً بالحصة المُخصّصة لكل مستحق من وارثيه.
بفهم علم الميراث، يُمكننا فهم أحكام الميراث في الشريعة، وتحديد من يستحق الميراث ومن لا يستحقه، وتحديد الحصص المُقدّرة لكل وارث.
سنُذكر فيما بعد ست فُرضيات أساسية تتعلق بالوراثة، ولكن الآن سنركز على أهمية فهم قواعد الفرائض.
ثانياً: من أين استمد علم الفرائض أهميته في أحكام الشريعة الإسلامية؟
كما أشرنا سابقًا، فإن فهم قواعد الفرائض يعتبر علمًا موكولًا ومقدسًا من الله تعالى، مما يمنح أحكامه شمولية فائقة.
تتناول الآيات الشريفة في القرآن الكريم حصة الورثة، مما يجعل من الضروري للناس معرفة هذه الأحكام وتفاصيلها، ليتمكنوا من توزيع الميراث وفقًا لما أراده الشرع الإسلامي.
وفي دليلنا الشرعي، نجد عبارة عن عبد الله بن مسعود تتساءل عن من يجهل فهم الفرائض والطلاق والحج، فبم يبرر عدم تعلمه؟
يتطلب فهم خصائص علم الفرائض، كواجب شرعي، وهو جزء أساسي من العلوم الشرعية، مما يجعل هذا العلم شاملاً ومنظمًا لجميع سيناريوهات التوريث.
حدد الله تعالى بدقة حصص الورثة من ميراثهم، دون ترك مجال للتأويل، إذ جعل استحقاق الميراث محصورًا داخل الأسرة، مما يعني تحديد فئات معينة ومعروفة للورثة.
يجب أن تتوفر شروط معينة لتحديد الورثة، بما في ذلك وجود نسب صحيحة ووجود علاقة زوجية، حيث يعتبر هؤلاء الأشخاص الأكثر ارتباطًا وتعاونًا مع المتوفى.
تسعى الأسرة إلى تحقيق السعادة والخير من خلال التعاون بين أفرادها، ولهذا يلعب الرابط الأسري دورًا مهمًا في هذا السياق.
ثالثا: هناك أنواع من الميراث يجب معرفتها ومن يستحق الميراث حسب الاستحقاق في الترتيب الشرعي.
نظام الميراث في الشريعة الإسلامية يشمل أيضًا الميراث بالافتراض، حيث يُحدد الفرض نصيبًا تقديريًا للورثة وفقًا لتوجيهات دينية.
تتضمن الفروض الست التي يُذكرها القرآن الكريم: النصف، والربع، والثمن، والثلثان، والثلث، والسدس.
هناك أيضًا الميراث بالفخ، حيث يُورث العصب بعد أصحاب الفروض، ويتم التحديد بحسب الزمرة والتواريث على ثلاثة أنماط: الزمرة مع النفس، والزمرة مع الآخرين، والزمرة مع الآخرين.
وهناك نوع آخر، وهو الميراث بالدم، الذي سنتناوله لاحقًا، حيث يتم إعطاء الأولوية للميراث بالفروض على الميراث بالفخ، وبعدها الميراث بالقرابة.
هكذا يُعرف من هم الورثة في الشريعة الإسلامية.
من هم الوارثون :
تعاني الكثير من الخلافات المتعلقة بمن يستحق الميراث ومن لا يستحقه، ورغم وجود توضيحات في آيات القرآن الكريم، فإن هناك حالات يمكن أن تعرقل حقوق الورثة.
تعتبر موانع الميراث في الشريعة الإسلامية ثلاثة، أولها أن القاتل لا يرث الميراث الخاص بالشخص الذي قتله، وثانيها أن العبد لا يرث وهذا النظام تم إلغاؤه لاحقًا.
في حالة اختلاف الدين بين الوريث والمتوفى، فإن ذلك يمنع الوريث من الحصول على الميراث، لأن المسلم لا يرث الكافر ولا يورثه.
ليكون هناك ميراث صحيح، يجب أن يكون المتوفى قد توفي، وبعد ذلك يمكن للورثة أن يستحقوا حصتهم في الميراث.
يتطلب التأكد من وجود الوريث، تحديد علاقته بالمتوفى ومعرفة الجهة التي فرضت الميراث.
بالتالي، يتضح أن أركان الميراث تشمل حضور الوريث، والوراثة، والمال الموروث، وتحديد عدد الذكور الذين يستحقون الميراث، وهم الأبناء، وأبناء الأبناء حتى في حالة النزول، والآباء، وأباء الآباء أي الأجداد، والإخوة، وأبناء الأخوة.
والنساء اللواتي يستحقن نصيبًا من الميراث يشملن البنات، وبنات الأبناء حتى في حالة النزول، والأمهات، والجدات، والأخوات، والزوجات، والنساء اللاتي تمتلكن صلة ولاء مع المتوفى.
وقد وردت آيات المواريث في القرآن الكريم بسورة النساء بقوله تعالى:
“يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيما” الآية – 11.
” وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ” الآية – 12.
” يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” الآية- 176.
رابعاً: التعرف على اجراءات توزيع الميراث في السعودية
قبل الشروع في أي إجراءات تتعلق بتقسيم تركة المتوفى، هناك بعض الإجراءات التي يجب إتمامها والتي تتعلق بحقوق المتوفى والتزاماته.
قد تتضمن هذه الإجراءات الحقوق التي يجب تنفيذها لصالح المتوفى، وأيضًا تلك التي يجب تنفيذها عنه.
تُستخلص هذه الحقوق وتُخصم من التركة، ويتم تقسيم الباقي على الورثة المستحقين.
لتوضيح حقوقك وواجباتك في هذا السياق، سنقدم لك قائمة بتلك الحقوق لتكون على دراية بما ينبغي عليك القيام به قبل الشروع في عملية اجراءات توزيع الميراث في السعودية.
تُعتبر هذه الحقوق المتعلقة بممتلكات المتوفى لها ترتيبًا محددًا للأولوية، وفقًا للتسلسل التالي:
- حق الشفعة
- حق الأولوية
- حق الشفعة
- حق الفداء
- حق الصداق
- حق الحلول
- حق الاستبدال
- حق النجاة
- الحق في الأداء المحدد
- حق التعويض
- حق الإصلاح
- الحق في التعويض
- حق الاسترداد
- حق المساهمة
- الحق في التعويض
هناك عدة اجراءات توزيع الورث في السعودية، ويجب اتباعها بعناية قبل الشروع في التقسيم. تشمل هذه الإجراءات:
- تكفين المتوفى وحفر القبر: يشمل ذلك جميع التكاليف المتعلقة بتكفين المتوفى وتجهيز القبر.
- التعامل مع الديون: يتعين التعامل مع الديون الموثقة في الرهن، وتقسيم المبلغ المتبقي بين الورثة.
- الحقوق المتعلقة بممتلكات المتوفى: تشمل هذه الحقوق الديون التي ليس لها رهن، مثل الزكاة والقروض البشرية.
- الوصية: إذا كان هناك وصية جائزة، يتم تقسيم الثلث للورثة والباقي بناءً على توزيعه الشرعي.
بالنسبة اجراءات توزيع الميراث في السعودية، فهي كالتالي:
- الحصول على شهادة الوفاة للمتوفى.
- استخراج وثيقة تحديد ورثة المتوفى من الجهات المختصة أو من محام مخول.
- تقديم طلب فسخ للمحكمة، يحتوي على تفاصيل الورثة وشهاداتهم وعلاقتهم بالمتوفى.
- حساب تركة المتوفى من الأصول المالية والعقارية.
- اجراءات توزيع الميراث في السعودية: في حالة التوافق، يتم تقسيم الميراث بين الورثة بناءً على الاتفاق. وفي حالة الخلافات، تتدخل المحكمة لتقسيم الميراث بالقوة.
- لا يُسمح بتجزئة الأصول المالية والعقارية، بل يتم بيعها في مزاد علني وتقسيم ثمن البيع بين الورثة حسب الحصص المقررة لهم.
من المهم أن تتم هذه الإجراءات بعناية ووفقًا للقوانين المحلية لضمان توزيع الميراث بشكل عادل وفقًا للشريعة الإسلامية.
خامساً: بالنسبة اجراءات توزيع الميراث في السعودية ، هناك 12 نوعاً تتوزع من أموال التركة ، وهي كالتالي:
- تقسيم العقارات.
- تقسيم الأموال.
- تقسيم الأشياء العينية.
- تقسيم الأسهم والصناديق الاستثمارية.
- تقسيم التركة المتنوعة.
- إثبات القسمة الرضائية من قبل الورثة.
- تقسيم الإرث بالقوة.
- إثبات القسمة الرضائية عن طريق المحكمة.
- تقسيم التركة لغير السعوديين.
- تقسيم التركة التي تشمل الديون.
- تقسيم التركة لمن ليس لهم ورثة.
- تقسيم التركة التي تشمل ممتلكات مرهونة.
سنتحدث اليوم عن إجراءات تقسيم العقارات وترك المال. يطرح الكثيرون أسئلة حول كيفية تقسيم العقارات في حالة التركة، سواء كان العقار داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها، وهل يتم تقسيمه بالتساوي بين الورثة؟
الإجراءات التي يجب اتباعها تتضمن تعليمات دقيقة وتحتاج إلى خبرة في هذا المجال. وتختلف هذه الإجراءات باختلاف الورثة، سواء كانوا بالغين أو قاصرين.
في حالة الخلافات بين الورثة، يتم ضبط الأمر في السجلات القانونية، ويتطلب الأمر حضور الورثة البالغين أو ممثل قانوني مفوض لهذا الغرض، بالإضافة إلى ولي أمر القاصر إذا كان هناك.
من بين الأوراق المطلوبة: صك الوراثة وصك الملكية، بالإضافة إلى مستند إثبات الغياب في حالة الغياب، ويجب إحضار الوصية مع الواصي أو ممثله القانوني.
في الحالات التي لا يمكن تقسيم الممتلكات بالتراضي، يتم بيعها عن طريق المزاد العلني.
محامي متخصص في قضايا المخدرات في السعودية
ما هي إجراءات قسمة الاموال:
اجراءات توزيع ميراث الاموال في السعودية من النقود للورثة لا تختلف كثيرًا عن إجراءات تقسيم العقارات. سواء كان الورثة بالغين، قاصرين، أو حتى غائبين، أو إذا كان هناك وصية.
يسمح القانون بحضور أحد الورثة أو ممثل قانوني لهم لتقديم الطلبات والمستندات المطلوبة. يتم تقديم طلب الإنهاء الإلكتروني وتسجيله، ومن ثم يحال إلى الدوائر النهائية التي تتولى توجيهه إلى القضاء.
يتطلب الأمر عرض صك حصر الورثة وكشف حساب بنكي يثبت المبالغ الموجودة. وفي حالة وجود وصية، يتم استخدام صك الوصية لتحديد حصة كل وريث من الميراث.
بعد استكمال الإجراءات المطلوبة، يقوم القاضي بتقسيم المبلغ بناءً على طلب فسخ الحجز في الحجز النهائي، وبهذا يتم إصدار سند يحدد نصيب كل وريث في الميراث.
الجرائم التي لا تسقط بالتقادم في القانون السعودي
اجراءات توزيع الورث بالسعودية
يُطلب من الورثة تقديم بعض المستندات لإتمام اجراءات توزيع الميراث في السعودية، مثل صك حصر ورثة المتوفى وصك الولاية على القاصرين إن كانت موجودة، وكذلك وصك التوكيل من الورثة الغائبين وصك الوصية إن كانت هناك، إلى جانب صك العقار وكشف حسابات المتوفى في البنوك وشهادات ملكية الأسهم وأوراق المنقولات.
يتم بعد ذلك تحديد قيمة الميراث المتمثل في المنقولات والأموال والعقارات والأسهم بواسطة الجهات المختصة أو الورثة، مع استبعاد الديون التي لا يمكن استردادها أو الممتلكات المتنازع عليها.
في حالة وجود خلافات بين الورثة، يتم تقديم الدعوى إلى الشيخ لتحديد حصص كل وريث، وذلك بناءً على سند حصر التركات. بعد ذلك، يقر القاضي بوفاة الموصي وتحديد الورثة وتحديد الميراث وتوزيعه وفقًا للأسهم الشرعية.
إذا كان هناك قاصر بين الورثة، يُعين القاضي شخصًا مناسبًا ليتولى ميراثه.
إذا لم تتم القسمة بين الورثة أو حدثت خلافات، يتم ترك القاضي للتوفيق بين الأطراف أو يأمر ببيع التركة وتحويل الممتلكات والعقارات إلى نقد، مع توزيع الأموال بين الورثة وفقًا للأسهم المقررة شرعًا.
