سنسلّط الضوء في مقالنا اليوم على عملية تقسيم الميراث بين الورثة في السعودية، وسنستعين بخبرة أفضل محامي متخصص في قضايا الميراث، من مكتب سند الجعيد للمحاماة والاستشارات القانونية. يعتبر علم الفرائض مصدرًا ثريًا بالأحكام المتعلقة بالمسائل الإرثية، مما يساعد على تحديد حقوق كل ورثة وتوزيع الميراث بشكل عادل وفقاً للشريعة.
تقسيم الميراث بين الورثة
علم المواريث يعتبر من العلوم المنظمة والدقيقة لا يتسع فيها أي مجال للخطأ، حيث وضعت الشريعة الإسلامية أسساً دقيقة ومحكمة. يضمن هذا النظام توزيع الميراث بشكل عادل وفقاً لحقوق كل وارث، مما يجعله مرجعاً شرعياً لنا.
يتمحور التركة حول الأسرة، حيث يرث الأقارب ذوي النسب الصحيح. وتلعب الولاءات الأسرية دوراً مهماً في هذا السياق، إلى جانب شرعية الزواج وأصولية كل ترتيب. يتأكد للزوج حصوله على نصيبه، كما يضمن للأم حياة كريمة، ولا يجوز حجب حقوقهم شرعاً.
تسود الأخوة التعاون والتفاهم في كافة الأمور، ولكن قد يتسبب التقسيم في خلافات بينهم. يحاول الورثة حل الخلافات بالتفاهم أولاً، ولكن في بعض الحالات يتم اللجوء إلى المحامين لحل المنازعات بشكل محايد. يسعى مكتبنا سند الجعيد للمحاماة والاستشارات القانونية لحل الخلافات والحفاظ على الروابط الأسرية.
طريقة تقسيم الميراث بين الورثة.
تقسيم الورثة يمكن أن يتبع عدة طرق، منها:
- الإرث بالفروض: حيث يتم تحديد الحصص بناءً على الفرض بالسهم، ويستند ذلك إلى النصوص الشرعية المحددة لكل وارث. وتشمل الفروض الربع، والنصف، والثلثان، والثمن، والثلث، والسدس.
- الإرث بالتعصيب: حيث يُعْطى الميراث لمن ليس لهم حصة وفقًا للعصبة، بعد أصحاب الفروض.
- الإرث بذور الأرحام: يُخصص الميراث لأقارب المتوفى الذين ليس لهم حصة وليسوا ذوي عصبة، مثل الأقارب الأبعداء.
يُحدد الله تعالى في القرآن الكريم نصيب كل وارث من التركة، حيث يتم البدء تقسيم الورث للورثة الموجودين، ثم لأصحاب العصبة. وتتضمن العصبة الزوجان، الوالدان، الجدود، البنات وبنات الأبناء، الأخوات، وأولاد الأم. تُحدد مقادير إرثهم بناءً على النصيب المحدد شرعًا.
نصيب كل من الورثة من التركة.
- تقسيم الميراث بين الورثة يستند إلى مقدار الفروض الشرعية ويتم كما يلي:
- النصف فرض خمسة: يُخصص للزوج في حال عدم وجود أولاد أو أحفاد. وأيضًا لبنت الابن في حال عدم الولد الصلب. والأخت لأبوين عند عدم الولد وولد الابن. والأخت للأب عند عدم الأشقاء.
- الربع فرض اثنين: يُخصص للزوج مع ولد الابن أو الولد. وكذلك للزوجة في حالة عدمهما.
- الثمن فرض واحد: يُخصص للزوجة في حالة وجود الولد أو ولد الابن.
- الثلثان فرض أربعة: يُخصص للبنتين فأكثر، وبنتي الابن فأكثر، ولأختين لأبوين فأكثر، والأختين لأب فأكثر.
- الثلث فرض اثنين: يُخصص لولدي الأم فأكثر، بالتساوي بين الذكور والإناث، وكذلك للأم في حال عدم وجود أبناء أو إخوة وأخوات.
- السدس فرض سبعة: يُخصص للأم مع الولد أو ولد الابن، وعدد من الإخوة والأخوات، والجدة في حالة وجود أم أم أب أو أم أب أب أو أم أب أب. كما يُخصص لبنت الابن مع بنت الصلب، وللأخت مع أخت لأبوين، وللواحد من ولد الأم، وللأب مع الولد أو ولد الابن، وللجد أيضًا في حالة وجود الأب.
إجراءات تقسيم الميراث بين الورثة.
قبل بدء إجراءات قسمة التركة، هناك عدة إجراءات يجب القيام بها لتنظيم الحقوق المرتبطة بالشخص المتوفى. هذه الإجراءات تتعلق بالمستحقات المالية التي يجب تسديدها أو التعامل معها، ويتم خصمها من قيمة التركة. ثم يتم تقسيم المبلغ المتبقي من التركة على الورثة. ومن هذه الإجراءات:
- تكفين المتوفى وحفر القبر.
- تسديد الديون الموثقة بالرهن والمتعلقة بالتركة.
- تسديد الديون الغير موثقة بالرهن، مثل الزكاة وديون الأشخاص الآخرين.
- التعامل مع الوصية الجائزة، حيث يمكن أن تكون ثلث التركة للورثة وأقل من ذلك لغيرهم، بحسب الشريعة الإسلامية.
تبدأ الإجراءات الخاصة بقسمة التركة في السعودية بالخطوات التالية وهي:
قبل بدء إجراءات قسمة التركة، يتطلب الأمر جمع عدة مستندات من الورثة:
- صك حصر التركة للمتوفى.
- صك الولاية على الورثة في حال وجود قصر.
- صكوك الوكالات من الورثة غير الحاضرين، إن وجد.
- صك الوصية في حال وجودها.
ثم يتم حصر التركة من كافة النقود والعقارات والمنقولات والأسهم من قبل الورثة أو الجهات المختصة. يتم استبعاد جميع الديون المعدومة التي لا أمل في استردادها.
في حال عدم اتفاق بين الورثة، يتم اللجوء إلى هيئة النظر أو الخبراء لتقدير قيمة العقارات والأسهم والمنقولات. يجب إثبات كافة الديون على المتوفى والوصية إن وجدت وفرزها.
بعد ذلك، يقوم الشيخ بضبط الدعوى من أحد الورثة، حيث يشمل ذلك بيان وفاة المورث وانحصار كل أرثه في ورثته فقط وتفاصيل التركة. يقوم القاضي بضبط الإجابة للمدعي عليه والمصادقة على وفاة المورث وحصر التركة وحصر الورثة وتقديم كل وريث حقه بالشرع.
إذا كان هناك قاصر ضمن الورثة، يتم تعيين الأصلح للولاية على أمواله. في حالة وجود خلافات حول القسمة، يجب على القاضي ترك مجال للصلح أو أمر ببيع التركة وتقسيمها على الورثة وفقاً للأنصبة الشرعية.
متى يجب تقسيم الورثة.
تساءل الكثيرون عن متى يجب تقسيم الميراث، وهذا سؤال شائع يواجهه الكثيرون في حياتهم. ولكن الله عز وجل قد وفر لنا توجيهات واضحة في القرآن الكريم بشأن كيفية تنظيم هذه العملية. فالقرآن هو مصدرنا الشرعي الرئيسي ومنه استمد القانون السعودي جل أحكامه. وعندما يحدث وفاة المورث، يجب أولاً التكفل بكل الإجراءات الضرورية مثل الغسل والتكفين والدفن، وسداد الديون المستحقة وتحرير الرهون إن وجدت، وتنفيذ وصيته إن كانت موجودة. بعد ذلك، يتم تقسيم الميراث بين الورثة.
يُعرف الميراث بأنه كل ما يتركه الميت من ممتلكات، سواء كانت متحركة أم ثابتة. ويتم تقسيمه بين جميع الأولاد، ولا يمكن لأي شخص التصرف فيه دون موافقة الورثة الآخرين. يتم توزيع العقارات والأراضي التي تركها المورث بناءً على حصص كل وارث، وفقًا لتوجيهات الشريعة الإسلامية والقانون السعودي.
مذكرة دفاع في قضية ترويج مخدرات
تقسيم الميراث بعد وفاة الأم.
غالبًا ما يثير تقسيم الميراث بعد وفاة الأم الجدل والتساؤلات في العائلة، فهي لحظة صعبة تتطلب التعامل معها بحذر ووضوح، وذلك دون التناقض مع الشريعة لضمان العدل. يختلف تقسيم الميراث بين العائلات بناءً على عدد البنات والأبناء ووجود الأم أو عدمها، ولا يمكن تأجيل هذا التقسيم تحت أي ظرف إلا إذا توافق المتوارثون على ذلك، ومن يتنازل عن حقه لا يمكنه المطالبة به مرة أخرى.
قد تقوم الأم في بعض الحالات الخاصة بتخصيص بعض أموالها لأحد الأبناء أكثر من الآخرين، ويمكن أن تعوض باقي الأبناء بشيء آخر إذا تم تثبيت الهدية. يجب الإشارة إلى أن الذهب يحسب كأي أموال أخرى، وقد يتم تقدير قيمته وحسابه مع باقي الأموال. وتشمل التركة جميع العقارات والأموال والممتلكات، ويحدد توزيعها بناءً على التوجيهات الشرعية والقرآن الكريم.
تشير الآيات القرآنية إلى حصول الابنة الوحيدة لأمها على نصف الميراث، وفي حالة وجود ابنتين أو أكثر، تحصل كل واحدة منهن على الثلثين. أما في حال وجود الذكور، فيحصل كل واحد منهم على حصة مزدوجة مقارنة بالإناث، وتتم عملية الحساب والتقسيم وفقًا لهذه الأحكام.
عقوبة عدم تقسيم الميراث.
في الإسلام، تعد دراسة علم المواريث من بين العلوم التي تحمل الكثير من الفوائد والحكم العظيمة، مما جعل التشريع الإسلامي في هذا المجال متقدمًا وفريدًا. فقد أبهرت دقة وتفصيل قوانين الإرث العقول المستنيرة، وجعلت النفوس الخيرة تتقبل هذا التوزيع الإسلامي للميراث براحة وسلام داخلي. وسنتناول الآن العقوبة المترتبة على عدم تقسيم الميراث.
في المملكة العربية السعودية، تكون عقوبة عدم تقسيم الميراث قاسية لأي شخص يتجاوز حدود الله ويتجاوز حقوق الآخرين. يعتبر من يمتنع عن تقسيم الميراث كمن يقتحم حدود الله التي فرضها على عباده، ويكون في حالة اعتداء على حق اليتيم وحق المرأة. هذا الفعل يعتبر من أعظم الكبائر التي يعاقب عليها الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، ويتعرض للعقوبة في الدنيا أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر منع أو عدم تقسيم الميراث تجاوزًا على حقوق الأرحام، وهو أمر محرم شرعًا وسنة نبيه. يشبه الله من يقوم بذلك بأنه يأكل النار ويتحمل الإفلاس يوم القيامة. وتشمل العقوبات أيضًا حجب ومنع الدخول إلى الجنة. لذا، يجب أخذ عدد من المعايير الهامة في الاعتبار عند تقسيم الميراث، سواء كانت حقوق المرأة أو حقوق الأيتام، ويجب المحافظة على هذه الحقوق وتسليمها لمن يستحقها، وهو ما ينص عليه الشرع في جميع قضايا الميراث في المملكة العربية السعودية.