نفي النسب في القانون السعودي

نفي النسب في القانون السعودي

وضعت الشريعة الإسلامية العديد من الضوابط للحفاظ علي الأنساب وعدم اختلاطها. حيث أن عدم اختلاط الأنساب هو من المقاصد الأساسية للشريعة والحفاظ علي النسل وإشاعة الفضيلة هو من الأهداف الكبرى لأي مجتمع قويم. كما أن الحفاظ علي حقوق الإنسان ومن ضمنها الحق في معرفة نسبه هو من أهم المقاصد للشريعة ومن بعدها القوانين الوضعية المختلفة. ولم ينفك القانون السعودي الذي يتخذ من الشريعة الإسلامية أساساً له عن مبدأ حفظ الأنساب. لذلك كان الاهتمام بقضايا نفي النسب في القانون السعودي والطرق المختلفة للتحقيق وإصدار الأحكام فيها.

أهمية النسب

إن الحفاظ علي الأنساب هو حفاظ علي الأسرة التي هي اللبنة الأولي للمجتمع. كما أن الأسرة إن صلحت صلح حال المجتمع كله بالتبعية. ولهذا شرع الله الزواج كغاية لبقاء الإنسان وطالما كان الزواج في الإطار الصحيح والاتصال بين الرجل والمرأه شرعياً فبالتالي يتحقق النسب للأبناء من آبائهم وأمهاتهم.

أما ما يحدث من نسب الإبن لأبيه بغير حق فهذا من المحرمات كذلك نكران الأب لأبناؤه وهو يعلم غير ذلك. وقد غلَّظت الشريعة عقاب من يأتي بمثل هذه الأفعال كما ورد في الحديث الشريف.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين نزلت آية المتلاعنين: (أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله جنته، وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه، وفضحه على رءوس الأولين والآخرين). رقم الحديث : 1245

نفي النسب في القانون السعودي

طرق نفي النسب في القانون السعودي

كما قلنا آنفاً أن القانون السعودي يتخذ الشريعة الإسلامية أساساُ له وخاصة في الأحوال الشخصية فضلا عن باقي مناحي الحياة. وقد كانت طرق نفي النسب كالتالي:

  • النسب بواسطة اللعان حيث أن المشرع قد جعل للزوج الحق في نفي النسب عن نفسه متى ظهرت له الدلائل علـى عدم انتساب الولد من زوجته إليه. وفي ذلك دلالة واضحة على أن العمل بالظاهر الذي اعتمـده النبي فيما رواه أبو هريرةَ،حيث قال: قَالَ النَّبِي :”الْولَد لِلْفِراشِ ولِلْعاهِرِ الْحجـر”  يبطل إذا وجد ما يعارضه ويدفعه مما هو أقوى منه.

ونلاحظ أن المشرع جعل قذف الزوج لزوجته موجبا للعان، إلا أن يكذب نفسه فيحد حد القـذف، وهذا الاستثناء للزوج له مبرراته الشرعية القوية. فمشروعية اللعان تحقق التالي:

  • حفظ حق الزوج، وكرامته؛ إذ لا يتصور لزوج يرى زوجته على حال الزنا ثم يمكـن لـه الحياة معها. ولا سبيل إلى إثبات الأمر بالبينة فكان اللعان مخرجا.
  • الاحتياط في الأنساب فإذا استبرأ الرجل امرأته ثم وجدها حاملا فهو يعلم يقينـا أن الحمـل ليس منه. فكيف ينسب إليه؟ عندئذ له الحق في نفي النسب وكان اللعان مخرجا لنفي النسب استثناء من قاعدة الولد للفراش.
  • وحيث إن دعوى الرجل بزنا المرأة لا يدعمها دليل بأن يكون الزوج كاذبا في دعواه. عندئذ للمرأة الحق في دفع الدعوة عن نفسها فيندفع عنها الحد دون مساس حق الزوج فـي دفـع النسب.
  • نفي النسب في القانون السعودي بناءً علي الحقائق ويمكن توضيح ذلك بالطرق التالية:
  • نفي النسب بواسطة مدة الحمل حيث أن الفقهاء اتفقوا أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر ولا يُعقل أن تتم الولادة قبل هذه المدة. وعلى ذلك فإن المرأة إذا وضعت حملها قبل ستة أشهر من الزواج. فإن نسب الحمل ينتفي عـن الزوج ولا يحتاج الزوج إلى اللعان لنفي ذلك النسب.
  • عدم أهلية الزوج للإنجاب سواء كان صبياً ليس لمثله الإنجاب أو من كانت عنده عاهه تمنعه من الإنجاب.
  • وفي عصرنا هذا جاء العلم بطرق عديدة لنفي النسب مثل فصيلة الدم بين الأب والأم واحتمالات إنجاب الأبناء بالناتج عن اختلاطهما. أيضاً البصمة الوراثية (DNA) والذي يمكن عن طريق التحاليل نفي النسب في القانون السعودي

نفي النسب في القانون السعودي

وإذ أجمع الفقهاء علي أن حفظ الأنساب مُقدم علي الستر مع الأخذ في الاعتبار اتخاذ كل الإجراءات الشرعية والقانونية والأخلاقية لإثبات أو نفي النسب. لذلك وجب علي كل من يثبت له انتفاء نسب أحد ابناؤه بطرق قطعية التوجه لرفع دعوى نفي النسب. كذلك فالاستعانة بالمحامي من ذوي الخبرة في مثل هذه القضايا لهو أمر ضروري لحساسية مثل تلك القضايا.

ولمتابعة المزيد تواصلوا معنا في مكتب الأستاذ سند بن محمد الجعيد للمحاماة علي الوسائل التالية:

الفيسبوك

تويتر

انستجرام

الهاتف : 0549990966